تظاهرات طلابية بالعراق وامتناع قيادة العمليات من القبض عليهم
تصريحات جديدة من قيادة عمليات بغداد اليوم الاثنين عن قيام الهيئات التدريسية وأولياء الأمور لعدم زج الطلاب في ساحات التظاهر، وذلك بعد أن نزل آلاف الطلاب من جامعات ومدارس مختلفة في العراق، إلى الشوارع للتظاهر لليوم الرابع على التوالي، حيث أفاد مراسل “العربية.نت” بأن قوات مكافحة الشغب في بغداد طوقت جامعي دجلة والفراهيدي، مستخدمة القنابل الصوتية لتفرقة المحتجين.
في التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء العراقية بأن قيادة عمليات بغداد دعت إلى عدم زج الطلاب في ساحات التظاهر من أجل سلامتهم من الحوادث، وحتى لا يتم استغلال الطلاب من قبل المندسين الذين يحاولون الإساءة إلى التظاهر السلمي، وكذلك الإساءة إلى القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين السلميين، بحسب تعبيرها.
إلى ذلك، خرج الطلاب في كل من كربلاء والبصرة، رافعين أصواتهم ضد الفساد والحكومة العراقية، وصارخين “بالروح بالدم نفيد يا عراق”.
كذلك، تجمع الآلاف من جميع الكليات والمدارس في محافظة ميسان مقابل مبنى المحافظة.
Basra now: students are out protesting all over Iraq pic.twitter.com/jXSv3An7Rb
— Steven nabil (@thestevennabil) October 28, 2019
في المقابل، أعلنت نقابة المعلمين العراقية الإضراب العام لـ 4 أيام في مختلف المناطق، باستثناء إقليم كردستان، تضامنا مع مطالب المحتجين.
وبالتزامن، أعلن محافظ كربلاء، الاثنين، إعادة فرض حظر التجوال في المحافظة ابتداء من مساء اليوم وحتى صباح الثلاثاء.
وكان حظر التجوال، رفع فجر الاثنين، في معظم المحافظات العراقية التي كانت السلطات أعلنت سابقاً فرضه إثر الاحتجاجات التي خرجت، وتخللتها أعمال عنف وإطلاق نار من قبل الأمن، أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين. وأعلن محافظ الديوانية رفع حظر التجوال بدءاً من الساعة السادسة من صباح الاثنين، كما أعلنت قيادة شرطة ذي قار رفع حظر التجوال أيضاً في المحافظة، ورفع حظر التجوال في محافظة البصرة بدءاً من فجر اليوم.
مطالب المحتجين على طاولة البرلمان
إلى ذلك، يعقد البرلمان العراقي، الاثنين، جلسة خاصة لمناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء لتنفيذ حزمة من الإصلاحات، بعد ليلة حافلة في بغداد، حيث احتشد مجدداً آلاف العراقيين.
فقد ظل آلاف المحتجين في ساحة التحرير بوسط العاصمة حتى فجر الاثنين في تحدٍ لحملة أمنية دامية راح ضحيتها العشرات خلال اليومين الماضيين ومداهمة نفذتها قوات الأمن أثناء الليل لتفريقهم.
وشهدت محافظة كربلاء أعمال شغب، حيث اندلع حريق في بوابة الديوان، كما حصل إطلاق نار في الهواء، واعتداء على رجال الأمن.
قوة مفرطة
من جهتها، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الحكومة العراقية إلى تنفيذ مطالب المحتجين وتزويدها بالإحصائيات الرسمية التي ستصدرها حول توثيقها للتظاهرات، بعد رصدها الانتهاكات التي رافقت الاحتجاجات في المحافظات العراقية، والتي أشارت إلى أن القوات الأمنية استخدمت قوة مفرطة في تفريق المتظاهرين.
وأوضحت في بيان مفصل عدداً من الانتهاكات، مشيرة إلى أنه تم استخدام الغازات المسيلة للدموع والمياه الساخنة والقنابل الصوتية والهراوات لتفريق المتظاهرين أثناء المصادمات التي حصلت بين القوات الأمنية في بغداد وعدد من المحافظات أثناء دخول المنطقة الخضراء وأبنية المحافظات.
كما أشارت إلى قيام القوات الأمنية بحملة اعتقالات في محافظات “البصرة، وذي قار، وبابل”، حيث بلغ عدد المعتقلين (158)، أطلق سراح (123) منهم وبقي (35) معتقلا، مضيفة أن سبب الاعتقال أتى على خلفية فض الاعتصامات في محافظة ” البصرة وذي قار وبابل.
إلى ذلك، أكدت المفوضية امتناع وزارة الصحة والمستشفيات ودوائر الصحة في بغداد وعدد من المحافظات عن تزويدها بالإحصاءات الرسمية لعدد الإصابات والقتلى، في مخالفة لقانون المفوضية بالرقم (53) لسنة (2008) المعدل.
في غضون ذلك، أعلن 5 نواب عراقيين، استقالتهم من البرلمان رفضاً لأداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بـ”الفشل” في الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي يشهدها العراق منذ مطلع الشهر الحالي، وخلفت أكثر من 200 قتيل.
فبعد أن أعلن النائب مزاحم الحويت استقالته السبت، تبعه الأحد كل من النواب هيفاء الأمين ورائد فهمي وطه الدفاعي وحسن العاقولي.
يذكر أن 74 عراقياً على الأقل قتلوا، وأصيب المئات منذ يوم الجمعة، بحسب ما أكدت المفوضية، مشيرة إلى أن معظم الإصابات كانت بطلق ناري نتيجة الصدامات بين المحتجين وعناصر حماية المقرات الحزبية.