كشفت النيازك التي سقطت على الأرض قبل مليارات السنين تركيب الغلاف الجوي للأرض قديما قبل تشبعه بالأكسجين.
وتفيد مجلة PNAS، بأن علماء الجيولوجيا حددوا تركيب الغلاف الجوي القديم بمساعدة المعادن على السطح. وقد اتضح أن الأكسجين بدأ يتراكم في الهواء قبل 2.5 مليار سنة. ولكن ما هي مكونات الغلاف الجوي للأرض وما هي نسبها؟ لقد كانت المعلومات عن هذه المواد قليلة ونادرة جدا. ولكن العلماء عثروا على مصدر مهم للحصول على معلومات عن تلك الفترة السحيقة.
تقول الباحثة ريبيكا باين من جامعة بنسلفانيا، “هذه أداة واعدة جدا لتحديد تركيب الطبقات العليا للغلاف الجوي قبل مليارات السنين”. والمقصود هنا النيازك الحديدية التي مقاساتها مثل حبات الرمل، سقطت على الأرض قبل 2.7 مليار سنة. وقد ارتفعت درجة حرارتها نتيجة الاحتكاك بالهواء، حيث بينت نتائج التحليل أنها تعرضت للتأكسد.
ولكن أي غاز كان العامل المؤكسد في غياب الأكسجين؟ وفقا لاعتقاد الباحثين هو غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث بموجب حساباتهم كانت نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي للأرض 25-50%.
وهنا سؤال آخر. مثل هذا التركيز العالي لغاز ثاني أكسيد الكربون يكون له تأثير قوي في عملية الاحتباس الحراري وبالتالي يكون المناخ دافئا. ولكن الطبقة الجيولوجية لتلك الفترة البعيدة تحمل آثار التجمد. فهل هذا تناقض أم ماذا؟.
وفقا للعلماء، نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء كانت مرتفعة، ولكن كمية الهواء آنذاك كانت أقل من الآن بكثير. لذلك فإن كمية ثاني أكسيد الكربون المطلقة في الهواء كانت منخفضة، والاحتباس الحراري كان متواضعا جدا.
وتجدر الإشارة إلى أن الهواء الجوي في تلك الفترة كان من دون الأكسجين الذي يشكل 23% من الهواء حاليا. ويبدو أن نسبة النتروجين في الهواء آنذاك كانت أقل من نسبته حاليا.
