قامت جماعة هاكرز تسمي نفسها «الحزب الصيني الشيوعي بلا قناع»، بتسريب بيانات تكشف عن ممارسة الصين للرقابة على كل ما يدرور بشأن فيروس كورونا
وتكشف الوثائق عن ممارسة الصين للرقابة على المعلومات بشأن تفشي فيروس كورونا منذ أن بدأ في مطلع يناير الماضي، وذلك قبل أن يتم التعرف على الفيروس بشكل قاطع .
وتتمثل الجهود الصينية في توجيهات وتعليمات حكومية سرية وغيرها من الوثائق التي راجعتها كل من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالاشتراك مع موقع بروبوبليكا، ونقلته اليوم الأحد صحيفة جيروزاليم بوست.
وقال التقرير إن سيطرة الصين على محتوى الانترنت على نحو صارم «ليس سرا»، غير أن الوثائق المسربة، والتي شاركتها كل من نيويورك تايمز وبروبوليكا مع جماعة هاكرز متخصصة في الاختراق الالكتروني، والمعروفة باسم «الحزب الشيوعي الصيني بلا قناع»، تكشف عن كم الجهود التي تبذل في الكواليس للحفاظ على تحكم الحكومة في الانترنت وإبقاء قبضتها على محتوى المعلومات .
بينما ذكر التقرير المنشور على موقع بروبوبليكا وشاركت فيه «نيويورك تايمز» إن الهدف من هذه التوجيهات الحكومية هو تشكيل الرأي العام فيما يتعلق بالوباء، مشيرا إلى القائمين على رقابة الانترنت شعروا في الساعات الأولى من يوم 7 فبراير الماضي، على نحو غير مألوف أن زمام السيطرة يفلت من بين أيديهم وذلك بعدما حذر الطبيب الصيني لي وينليانج، من تفشي سلالة فيروسية، جديدة، والذي واجه تهديدات واتهامات من الشرطة بأنه ينشر الشائعات .
وبرو بوبليكا هو غرفة أخبار استقصائية غير هادفة للربح وهدفها التحقيق في إساءة استعمال السلطة.
وأكد التقرير أن تعليمات خاصة صدرت للتعامل مع الغضب الذي اندلع جراء وفاة الدكتور لي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وأن هذه الأوامر كانت من بين آلاف التعلميات الحكومية السرية وغيرها من الوثائق، والتي توضح أدق التفاصيل بشأن الأنظمة التي ساعدت السلطات الصينية في تشكيل الرأي العام على الانترنت أثناء الوباء .
وذكر التقرير المشترك أن الوثائق تشمل تعليمات توجيهية بلغ عددها 3200 و1800 ملف من إدارة الفضاء السيبراني الصينية، المسؤولة عن تنظيم الانترنت بالبلاد، كما شملت ملفات وشفرة من أورون لخدمات البيانات، وهي شركة تنتج البرامج التي تستخدمها الحكومة لتتبع المناقشات على الانترنت ومراقبة جيش المعلقين على الأحداث على الشبكة .
وتكشف الوثائق أن رقابة الصين على المعلومات حول تفشي الوباء بدأ في مطلع يناير، قبل حتى التأكد بشكل قاطع من طبيعة فيروس كورونا .
ولفت التقرير إلى أن إدارة الفضاء السيبراني الصينية تمكنت من محاصرة المعلومات السلبية بشأن الفيروس من خلال مواردها المتعددة، والتي تشمل السلطة البيروقراطية والتكنولوجية الفريدة التي ابتكرها متعاقدون خصوصيون، والمراقبة المستمرة لمنافذ الأخبار الإلكترونية ومنصات التواصل الإجتماعي، واللجان الالكترونية التي كانت موجهة لاجتياح مواقع التواصل الاجتماعي بكلام «حزبي» بلا معنى، وقوات الأمن المنظمة المستعدة لإسكات الأصوات غير الشرعية، حيث خصصت الحكومة الصينية كثيرا من الأموال لإحكام السيطرة على الانترنت .
كما وجهت هذه الإدارة المواقع الإخبارية باستعمال المواد المعلوماتية الصادرة عن الحكومة فقط وأن تقلل من أهمية الفيروس، إلى جانب التأكيد على ان العمل يجرى من جانب خبراء الطب البطوليين في ووهان فضلا عن الإسهامات التي يبذلها أعضاء الحزب الشيوعي الصيني لمكافحة الفيروس .
وأشار التقرير إلى أن تطبيق «وي تشات» وهو النسخة الصحينة من «واتس آب»، لعب دورا كبيرا في الرقابة على المعلومات في بداية الوباء، والذي حجب أي ذكر للمنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر.