تقتل الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة المزيد من الناس أكثر من أي عوامل سلبية للطبيعة. ويبدو أن ذلك سيزداد أكثر في ظل التغيرات المناخية المتوقعة.
وتفيد مجلة Climate، بأن درجات الحرارة العالية لا تؤثر بنفس المستوى على الجميع. لأن الأحياء الفقيرة معرضة لخطرها أكثر، بسبب التفاوت الكبير في درجات الحرارة بينها وبين أحياء الأغنياء بنحو 20 درجة مئوية.
يقول البروفيسور فيتيوك شاندس من جامعة بورتلاند، “اكتشفنا أن جميع أحياء المدينة التي حرمت من الخدمات البلدية ودعم السر في أواسط القرن العشرين، هي حاليا الأكثر سخونة في 108 مدن التي شملتها الدراسة”.
وأضاف، يشعر الباحثون بالقلق من التقسيم الناتج عن التخطيط السيء لتطوير المدن. هذا الخطأ يضع البيض والأغنياء في موضع أفضل. لأن التغيرات المناخية تتكرر مسببة فترات طويلة من الحرارة، ما سيدع سكان المناطق الفقيرة يواجهون صعوبات كبيرة.
ويشير البروفيسور، إلى أن الفريق العلمي درس العلاقة بين درجة حرارة السطح في فصل الصيف وتاريخ سياسة الإسكان المتبعة في 108 مدن أمريكية. واتضح أن المناطق الفقيرة بالمساحات الخضراء والأشجار والنباتات واستخدام الخرسانة والأرصفة على نطاق واسع هي أكثر سخونة وتشكل “جزر حرارية”، وتبين أن هذه المناطق يسكنها الفقراء والملونون.
ويشير البروفيسور إلى العلاقة بين سخونة السطح وما يسمى بـ “الخط الأحمر”. ويقول منذ ثلاثينيات القرن الماضي فرزت سياسة الإسكان في الولايات المتحدة بعض المناطق وميزتها بخطوط حمراء، واعتبرتها خطرة وغير صالحة للاستثمار. كما حرم سكان هذه المناطق من الحصول على قروض ورخص البناء والتأمين. وهذا التمييز ألغي عام 1968 . ومع ذلك بينت دراستنا أن المناطق المذكورة هي أكثر سخونة من المناطق الأخرى.
ويضيف، سكان هذه المناطق يعانون إلى الآن ليس فقط من ارتفاع الحرارة الشديد والأخطار الناتجة عنه، بل عليهم دفع مبالغ أكبر مقابل الحصول على الكهرباء للتبريد، وهم يعانون من قلة المساحات الخضراء.