الاسرة والمجتمععام

النضج العاطفي بشكل طبيعي البعض يفتقدون هذا النضج في إحدى مراحل النمو

هل أنت ناضج عاطفيا؟

عادة ما يأتي النضج العاطفي بشكل طبيعي، إلا أن البعض يفتقدون هذا النضج في إحدى مراحل النمو، ليصبحوا بالغين غير ناضجين عاطفيا، ويخلقون المتاعب لمن حولهم، فكيف تتعرف عليهم؟

لا شك أن التعامل مع شخص بالغ وكأنه طفل صغير، لعجزه عن إدراك مفهوم التفاوض، مثلا، هو أمر صعب ومجهد. فهل تواجه مشكلات من هذا النوع مع بعض المحيطين؟

إليك بعض السلوكيات والسمات الخاصة بالبالغين غير الناضجين عاطفيا، وقد يكون من المثير للاهتمام أيضا، أن تحلل تصرفاتك الشخصية، وترى ما إذا كانت بعض هذه السلوكيات تنطبق عليك:

عدم التحكم العاطفي

إن البالغين الذين يفتقرون إلى النضج لن يكون لديهم سيطرة على عواطفهم، وترى ردود أفعالهم تشبه الأطفال الصغيرة. فهل تذكر مشهد الطفل الصغير الذي يصرخ ويبكي في متجر، لعدم قدرته على الاختيار بين عدد من المنتجات، أو لأنه يريد شيء يعجز عن الوصول إليه؟ هذا هو المثال الرئيسي لعدم النضج، الذي يشي به عدم التحكم العاطفي.

ليس من المتوقع، بطبيعة الحال، أن يكون الأطفال ناضجين عاطفيا، لأنهم بحاجة إلى الوقت والتوجيه لمعرفة كيفية معالجة الصدمات العاطفية، والتعامل معها، والتعبير عن مشاعرهم على نحو مناسب بالنسبة للمجتمع. لم تتح للبالغين غير الناضجين هذه الفرصة، لذلك تجدهم قد ينتقدون أشخاصا بشكل علني، أو يتصرفون بشكل لا يتناسب مع الموقف أو المناسبة أو المجتمع أو تجدهم عاطفيين أكثر من المعتاد. غالبا ما تكون هذه إحدى العلامات لشخص غير ناضج عاطفيا، يعاني من طفولة مبطنة، أو من حالة تجعله غير قادر على التعبير عن مشاعره على نحو مقبول.

عدم الاستقلال

لن يتصرف الأشخاص غير الناضجين بنفس الاستقلال الذي نتوقعه من الأشخاص العاديين عند بلوغ مرحلة النضج. فتجد صفات الاعتماد على أحد الوالدين أو الشركاء في مسائل حياتية مثل الطبخ أو تقديم الطعام أو المهام المنزلية العامة الأخرى مثل غسيل وكي الملابس. قد يكون أولئك البالغين غير الناضجين ببساطة لم يتعلموا ذلك في أي وقت مضى، وتعلموا الاعتماد الكامل على الآخرين في أمور حياتهم البسيطة.

في هذه الحالة، إن الاستمرار في مواصلة دعمهم ليس فكرة جيدة على الإطلاق، حيث أنهم لن يتمكنوا يوما من إعالة أنفسهم إذا لم يكن لديهم أي سبب لتعلم المهارات الحياتية الأساسية التي يفتقدونها.

عدم تحمل المسؤولية

ربما أسهل العلامات التي تميز البالغين غير الناضجين هي عدم احترامهم للأموال والممتلكات، سواء أكانت تخصهم أو تخص الغير. يعود ذلك إلى طبيعة الأطفال الذين لا يدركون بعد قيمة الأشياء ولا قيمة الأموال لاعتمادهم دائما على الوالدين أو الوصي عليهم لإدارة أمورهم.

يتعلم معظم البالغين هذه القدرات بسرعة كبيرة، خاصة عندما يبدأون في العمل والاعتماد على النفس، وتعلم تقدير قيمة المال، وقيمة الممتلكات والأشياء. ومع ذلك فالبالغون غير الناضجين عاطفيا لم يتعلموا أبدا احترام أموالهم أو ممتلكاتهم، ويمكن أن يكونوا غير مسؤولين في علاقتهم بالمال.

الأنانية

أحد السلوكيات الشائعة للأشخاص غير الناضجين هي الأنانية الفطرية. فقد يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في التواصل مع الآخرين أو التعاطف معهم، وبالتالي يصارعون للحفاظ على علاقات صحية من أي نوع.

يعود ذلك لوجود ذلك الطفل الصغير بداخلهم، والذي لم يتعلم بعد التعاطف، فالشخص البالغ الذي يفتقر إلى النضج لن يكون قادرا على التفكير في أي شيء أو أي أحد من منظور آخر، سوى منظوره الشخصي الأناني، حيث سوف يهتم دائما بتحقيق رغباته الشخصية.

لهذا السبب، غالبا ما يكون البالغون غير الناضجين غير جديرين بالثقة ويلجأون أحيانا للكذب، كما هو الحال مع الأطفال. قد لا يكون ذلك ضارا، والأرجح أن يكون نتاجا للطبيعة الأنانية للطفل/البالغ، إلا أنه يعني ببساطة أن مثل هؤلاء لا يستطيعون أن يتحملوا تبعات تصرفاتهم.

المشاركة المفرطة

عادة ما يفتقد الشخص البالغ غير الناضج إلى مرشحات لما يمكن مشاركته، وما لا يمكن مشاركته، وهي سمة أساسية تميز الأطفال، الذين يحتاجون في كثير من الأحيان نصيحة من الأشخاص الأكبر سنا بشأن المقام والمقال المناسب له، وشرح الأعراف الثقافية والتقاليد والمقبول وغير المقبول. على سبيل المثال، الوقوف في طابور ومناقشة أمر شخصي بشكل علني، أو طرح أسئلة غير لائقة ببراءة الأطفال.

يمكننا ملاحظة هذا الأمر كثيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، وتعكس عدم النضج العاطفي، حينما نرى أشخاصا بالغين يحتاجون إلى أن يعرف عنهم الآخرون كل شيء، بدءا من ألوان ملابسهم وحتى أدق التفاصيل الشخصية، رغبة في التحقق من خلال آراء الآخرين.

المركزية الذاتية

يجب أن يتمحور الكون كله حول هؤلاء، فالأطفال الصغار، وحتى المراهقون، غالبا ما يسعون للاهتمام والأضواء. كذلك يظهر هذا الأمر لدى البالغين غير الناضجين. فتجدهم يرغبون في لفت الانتباه إليهم بأي ثمن، وغالبا ما يحاولون الصعود على أكتاف غيرهم للوصول إلى الأضواء، وقد يتضمن ذلك افتعال مواقف درامية، أو اختلاق قصص “مأساوية” لكسب تعاطف المحيطين.

عدم قدرة الحفاظ على العلاقات

نعلم جميعا أن العلاقات تحتاج إلى جهد متساو من الأطراف للحفاظ عليها، إلا أن البالغين غير الناضجين غالبا ما يعيشون في وحدة، أو يغيرون شركاءهم العاطفيين بشكل منتظم، ومن المحتمل أيضا أن يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء. يعود ذلك لعدم التزامهم بالعلاقات مع الأشخاص، فيعجرون عن إظهار التعاطف أو فهم أولويات ووجهات نظر الآخرين. لذلك تجد هؤلاء محاطين بعدد قليل من الأشخاص المقربين، أو فقط من أفراد الأسرة الذين يميلون إلى التعامل معهم “كأطفال”.

لا توجد طريقة صعبة أو سهلة في التعامل مع الأشخاص غير الناضجين عاطفيا، إلا أنه من المؤكد أن دعم سلوكياتهم السيئة ليست الحل، فذلك سيعزز ردودهم العاطفية المشروطة، ويدعم  الاستمرار في هذه السلوكيات غير الصحية. كذلك فمن الصعب الحكم على إنسان بأنه غير ناضج عاطفيا، أو ناضج عاطفيا، ففي كل منا جزء تختلف نسبته من “النضوج” العاطفي بين شخص وآخر. لذلك عليك أن تطرح السؤال على نفسك أولا: هل أنت شخص ناضج عاطفيا؟

Mohra Almasri

مهرة الفارس المصري ..إمرأة مصرية من أصل سعودي {شمرية من نجد}, إمراه تعدت كل العصور بعقلها , دراستي فن التجميل والطب البديل .. أهوي كتابه الشعر والخواطر, والقصص القصيره والرويات , أكتب في الصحافه الحرة بشتي المجالات , أكتب مقالات عديدة متنوعه , أحترم النقد البناء والحوار الصادق , هدفي في الحياة.. أن أرضي الله ورسوله ثم قرائي ألاعزاء..و أن ينفع كل ما أكتب كل من يقرء لي.. إن قصرت فمن نفسي ومن الشيطان ,وإن أصبت فمن الله وحده..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى