عرف كوكبة الجبار أو العذراء، بأنها واحدة من أكثر الأبراج شهرة في الكون، وتبدو كما تخيلها الناس منذ القدم، محاربا حاملا سلاحه وعلى خصره حزام من ثلاث نجوم.
ولكن هذا المحارب الأسطوري قد يفقد كتفه الأيمن قبل الأوان، حيث اكتشف علماء الفلك أن النجم الأحمر العملاق المعروف باسم “منكب الجوزاء” أو “يد الجوزاء” (Betelgeuse)، والذي يقع عموديا تقريبا في حزام الجوزاء، بدأ بالتصرف بشكل غريب.
ويعتقد العلماء من جامعة فيلانوفا الأمريكية، أن التعتيم غير المعتاد في النجم التاسع من أصل 10 نجوم الأكثر لمعانا في السماء، قد يكون علامة على أنه على وشك الانفجار ليتحول إلى مستعر أعظم مذهل، رغم أنه لا أحد يعرف تماما ما الذي سيحدث للنجم الشهير.
ولوحظ التعتيم في الأسابيع القليلة الماضية، وكانت عملية تدريجية، حيث أن العلماء في كل مرة لاحظوا فيها النجم خلال شهر ديسمبر، يبدو فيها أقل سطوعا من المرة السابقة، لدرجة أنه أصبح أكثر قتامة من أي وقت مضى خلال الملاحظة الأخيرة.
ويرى العلماء أن هذا السلوك قد يشير إلى أن شيئا ما قد يكون على وشك الحدوث للنجم، وربما يقترب نجم “يد الجوزاء” من موته، حيث أوضح علماء الفلك أنه “صغير نسبيا، لكن النجوم الحمراء العملاقة مثل يد الجوزاء، تحترق مشرقة ثم تموت في مستعر أعظم مذهل”. وإذا حدث ذلك، فسيكون مرئيا بالتفصيل من الأرض.
ويبعد نجم “يد الجوزاء” مسافة 700 سنة ضوئية فقط عن الأرض، وبالتالي فإن انفجاره في المستعر الأعظم سيكون واضحا بشكل كبير من الأرض، ما يتيح لعلماء الفلك فرصة مشاهدة واحدة من أكثر الأحداث الشديدة والمذهلة في الكون من مكان قريب نسبيا.
يوضح العلماء أنه لا يوجد شيء يمكن قوله على وجه اليقين بشأن أن هذا التعتيم قد يكون علامة على أن “يد العذراء” على وشك بلوغ مرحلة المستعر الأعظم، وحتى إذا حدث ذلك، فليس هناك مؤشر على حدوث ذلك في وقت قريب.
وهناك أيضا مجموعة أخرى من التفسيرات لحالة التعتيم الغامضة هذه، حيث يُنظر إلى النجم بالفعل على أنه شبه متغير، يتغير مع حدوث مجموعة متنوعة من العمليات الواسعة حوله، ويمكن أن يكون مرد أحدث التغييرات إلى نسخة أكثر درامية من التغييرات الطبيعية.
ودفع السلوك الغامض للنجم الذي لوحظ في الآونة الأخيرة، إلى سلبه أحد أهم ميزاته، حيث يقول العلماء إنه أصبح قاتما لدرجة أنه فقد مكانه وخرج حتى من قائمة ألمع 20 نجما في السماء.
