ثقافة وفنعام

مقبرة الشاعر نجيب سرور مركز أجا بالدقهلية

يا نابشاً قبرى حنانك ها هنا قلب ينام قصيدة باب المقبره

على طريق مقتفى الأثر و زيارة خاصة لقرية «إخطاب»، مسقط رأس نجيب سرور، للتعرف على المكان الذى شهد ولادته وتحولاته، والذى يضم أيضاً عظامه أو «حصاد أيامه».. ثلاث ساعات بالسيارة تفصل القاهرة عن القرية التى تعد من أكبر وأقدم قرى مركز أجا بالدقهلية، والتى تضم بقايا قصور قديمة كانت فى ثلاثينات القرن الماضى، طفولة نجيب، إحدى قلاع الإقطاع، أما البيت الذى ولد فيه «محمد نجيب محمد سرور» فقد آلت ملكيته إلى أحد سكان القرية، وأعاد المالك الجديد هدم البيت وبناءه من جديد.

بين بيوت «إخطاب» وعلى مقربة من حقولها يقف قبر عائلة «هجرس»، جد نجيب سرور، وأمام قبر نجيب سرور ينتابك شعور جارف بالرغبة فى الاعتذار نيابة عمن أخطأوا فى حقه، وترى لوحاً رخامياً على جداره من الخارج مكتوباً عليه بخط الرقعة مقطعاً من قصيدة رثا بها نفسه، منشورة بديوان «لزوم ما يلزم»، ويقول مطلعها: «يا نابشاً قبرى حنانك.. ها هنا قلب ينام..»، وفى ذيل اللوح الرخامى اسم الشاعر كاملاً: محمد نجيب محمد سرور محمد هجرس.

خاطب أباه لحظة نقل جثمانه من النعش للقبر: “ادخل يا بابا.. عمرك ما خفت.. خايف ليه.. اتفضل”.. ولم ينقطع عن “إخطاب” حتى دفن فيها

مصطفى الشرقاوى، مدرس بالأزهر، وهو أحد المريدين والحافظين لسيرة وتراث نجيب سرور، إن هذه القصيدة المنقوشة على اللوح وضعها شهدى نجيب سرور على قبر والده بعد رحيله، حيث كان «شهدى» يتردد بصحبة والدته الروسية، ساشا، وشقيقه فريد لزيارة القبر، وبعد أن تمكنت ساشا من إيجاد عمل فى مصر، كانت تتردد على زيارة «إخطاب» بصحبة شهدى وفريد نجيب سرور، يستقبلها أهل «إخطاب»، يتواصلون معها بلغة عربية مكسرة، أتقنتها فى فترة الإقامة مع نجيب فى مصر: «أحياناً كانت ساشا تنهى الزيارة فى يوم واحد وتعود للقاهرة، وأحياناً كانت تبيت ليلتها عند أحد الأقارب»، مؤكداً أنها كانت حريصة على زيارة قبر نجيب، وكانت تأخذ معها أى نبات أخضر ولو حتى عود صفصاف: «من عاداتها الجلوس أمام القبر نحو ساعتين فى كل زيارة، وتظل تخاطب نجيب، بعد أن تطلب من الجميع الانصراف لتجلس بمفردها أمام القبر، تستحضره وتجرى حوارات طويلة معه، وتكمل حديثها بالروسية والإنجليزية».

ومحمد سرور، الأب، «كان حظه عجيباً فى النساء»، حسب مصطفى الشرقاوى: «تزوج من السيدة روحية وهى من عائلة العوضى بقرية الإنشاصية المجاورة، وأنجبت الابن الأكبر ثروت عام 1931، وبعده نجيب 1932 ثم أنجبت 4 بنات، ثم توفيت، وبعدها تزوج الثانية من البلد وطلقها دون أن تنجب ثم تزوج ثالثة من عائلة مُغنى، وأنجبت بنتين ثم رحلت، وأخيراً تزوج رابعة أنجبت 4 بنات».

يحكى أحمد البيومى، ابن ابن عمة نجيب سرور، عن بيت أسرة نجيب سرور: «آل إلى أحد الأقارب بعد رحيل الأب وتقسيم الميراث، فكان البيت من نصيب إحدى زوجاته، وباعته إلى أحد الأقارب، الذى غير معالمه، ولم يكن لجدى محمد سرور أشقاء وله شقيقات، ويروى عنه أنه كان فصيحاً ومحبوباً وشاعراً بالفطرة»، لافتاً إلى أن الأب سرور كتب مسرحية وحاول عرضها على أحد الفنانين الكبار فى مصر، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق هدفه، ويضيف: «كان شقيقى الأكبر محمد يقول لعم نجيب (عايز أنزل معاك مصر أمثل)، فكان نجيب يضحك ويرد عليه مازحاً: (كفاية واحد بايظ فى العيلة)».

يروى أهل «إخطاب» عن «نجيب» طفلاً: «كان عاطفى ووديع بطبعه، كان يروح الغيط يلعب مع المعيز الصغيرة، وأحب زوجة أبيه الثالثة وحزن يوم ماتت كحزنه على أمه، وقد اهتم أبوه بتعليمه وتثقيفه واعتاد أن يعطيه ديوان (لزوم ما لا يلزم) لأبى العلاء المعرى، ويقوله (احفظ 10 أبيات) ثم يسأله فيها».

ويذكر «الشرقاوى» أنه رأى «نجيب» يوم وفاة أبيه عام 1970، يومها وخلال نقل الأب من النعش إلى القبر، قاله: «ادخل يا بابا.. عمرك ما خفت، خايف ليه يابا.. اتفضل»، مشيراً إلى أن «نجيب» لم ينقطع عن «إخطاب» حتى فى عز مأساته: «كان يزور البلد على فترات ولم ينسها إلى أن عاد إليها محمولاً على الأكتاف ليدفن فى مقابر الأسرة فى 24 أكتوبر 1978».

Mohra Almasri

مهرة الفارس المصري ..إمرأة مصرية من أصل سعودي {شمرية من نجد}, إمراه تعدت كل العصور بعقلها , دراستي فن التجميل والطب البديل .. أهوي كتابه الشعر والخواطر, والقصص القصيره والرويات , أكتب في الصحافه الحرة بشتي المجالات , أكتب مقالات عديدة متنوعه , أحترم النقد البناء والحوار الصادق , هدفي في الحياة.. أن أرضي الله ورسوله ثم قرائي ألاعزاء..و أن ينفع كل ما أكتب كل من يقرء لي.. إن قصرت فمن نفسي ومن الشيطان ,وإن أصبت فمن الله وحده..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى