ثقافة وفنعام

المسرح البلدي بصفاقس سنوات من العطاء

المسرح البلدي بصفاقس وعودة راقية من جديد

بعد 5 سنوات تقريبا، تعود الروح للمسرح البلدي بصفاقس بعد أعمال صيانة دامت أكثر من اللازم لأسباب مالية وفنية ليشكل ” التياترو ” الحدث الثقافي بالجهة ..

بلدية صفاقس ، المشرفة على هذا الفضاء الثقافي العريق ، أنفقت ما يقارب الـ5 مليارات لإنعاش المسرح الذي يتصدر قلب المدينة بتصميم إيطالي ينسب إلى المهندس الإيطالي «دي مونتو» الذي صمم فضاء يتسع لـ 1010 متفرج يجلسون أمام ركح ضخم تحرّك ستائره سلاسل حديدية نصف أوتوماتيكية في فضاء واجهاته بلورية وأبوابه حديدية .
المسرح البلدي بصفاقس شيد سنة 1954 ، ليعوض مسرحا آخر سبقه بـ 50 عاما ، فالتياترو الأول شيد سنة 1903 في مكان آخر وهدمته القنابل سنة 1942 خلال الحرب العالمية الثانية لتبقى صفاقس بلا مسرح مدّة 12 عاما تقريبا.

حراك ثقافي
المصادر التاريخية تقول أن الفنانة التونسية الراحلة هناء راشد – صاحبة رائعة يا هاجرة – هي أول مطربة صعدت ركح المسرح البلدي بصفاقس الذي مازال يحتفظ بأنغام موسيقية لأكبر الفنانين وأكبر الأعمال المسرحية والأشرطة السينمائية وطنيا وعربيا في تلك الحقبة وما يليها .

وبعد سنوات من العطاء كان فيها المسرح البلدي بصفاقس شاهدا على حراك ثقافي وإبداعي خصب ومنطلقا لبروز عديد الوجوه الثقافية والفنية التي أنتجتها الساحة الثقافية في صفاقس ، أغلق في في ماي 2015 المسرح البلدي للصيانة التي تستوجب تهيئة شاملة لقاعة العرض وخشبة المسرح وإعادة الستائر وتغليف الكراسي وتهيئة البهو الرئيسي والمنافذ الداخلية والخارجية للمنشأة وإعادة الشبكات الكهربائية وإحداث منظومة تكييف مركزي لقاعة العرض مع إعادة تشغيل منظومة السقف المفتوح .

كلفة المشروع قاربت الـ5 مليارات كلها من ميزانية البلدية دون تدخل وزارة الثقافة أو رئاسة الحكومة كما وعدت في وقت سابق ، بما فيها 800 ألف دينار تمت إضافتها مؤخرا من المجلس البلدي لأشغال التوظيب الركحي للمسرح تتمثل في أشغال إنارة وتجهيزات صوتية.

برمجة متنوعة
لجنة الفنون والثقافة والتربية والتعليم ببلدية صفاقس أعدت برمجة متنوعة للافتتاح الرسمي للمسرح تنطلق يوم السبت 26 أكتوبر بفقرات تتضمن عرضا لفرقة الايقاع للأكاديمية الدولية للفنون بمشاركة 50 عنصرا من تنظيم جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون ، يليها عزف على آلة القيتار لــ 70 عنصرا من تنظيم فرقة Guitare Smart ، وليلا الإفتتاح الرسمي بحضور السيد وزير الشؤون الثقافية بعرض “الاركسترا السنفوني التونسي” بدعم من الوزارة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس مع تنظيم معرض تاريخ المسرح البلدي ذاكرة الفضاء” بالإضافة الى توزيع كتاب توثيقي حول المسرح البلدي بعنوان “المسرح البلدي بصفاقس رحلة بناء ثقافي 1954-2019“.

وتتواصل الاحتفالات يوم الاحد 27 أكتوبر 2019 بيوم المسرح بالمسرح البلدي بالتعاون مع مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس ، مع معرض الحركة المسرحية بصفاقس وعرض مسرحي الموجه للأطفال بعنوان “عالم الألعاب” من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس ثم عرض الفداوي بالبهو الأمامي للمسرح ف”مسرحية المهفات ” للمسرحي الأستاذ الهاشمي العاتي.

بقية البرمجة التي تتواصل إلى غاية يوم 8 نوفمبر تتضمن “حفل يا صفاقس يا جنة” بقيادة الأستاذ محمد أنور اللجمي” دورة الموسيقار “حليم الرومي” بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى ومهرجان جمعية استخبار للموسيقات في إطار المهرجان العربي الطالبي للموسيقى وسهرة شعرية وأدبية “مسرح الشعراء” بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب بصفاقس وصالون الخنساء ودار الثقافة باب بحر وعرض للشريط السينمائي “في عيني”بالتعاون مع جمعية منتدى صفاقس للفنون و الثقافات وغيرها ..

إذن ، تعود الروح للمسرح البلدي بصفاقس في انتظار ” المكتبة الرقمية ” المعطلة ، وفي انتظار التفكير بشكل جدي في فضاء للطلبة الذين يشتكون من عدم وجود مكتبة عمومية تساعدهم على المراجعة والدراسة في جهة يؤمها ما يقارب الـ30 الف طالب ..

المسـرح البلـدي القديم في سطور

شيد المسرح البلدي القديم بصفاقس سنة 1903 أي بعد سنة من بناء المسرح البلدي بتونس وقبل خمس سنوات من بناء المسرح البلدي بسوسة وكان على الطراز العربي المورسكي ومن تصميم المعماري «رافاييل قي» واشرف على بنائه المهندس الفرنسي «جورج بورش».

فتح المسرح أبوابه في 22 جانفي 1903 بعرض «اوبيرا فوست» وكان المسرح يتسع لـ538 مقعدا ، قبل الافتتاح طلب المهندس من مدير المسرح أن يسمح لكل من عمل في بنائه ان يحضر الحفل الأول ولبى المدير الطلب فحضر العرض الاول 250 من العملة
أول عرض تونسي بالمسرح البلدي بصفاقس كان لجمعية التهذيب وقد لقيت عديد العراقيل قبل ان يتم عرض مسرحيتها بالفضاء..، تهدم المسرح في الحرب العالمية الثانية يوم 30 ديسمبر 1942 على الساعة 14 و 30 دقيقة بعد ان بقي شامخا مدة 39 عاما.

Mohra Almasri

مهرة الفارس المصري ..إمرأة مصرية من أصل سعودي {شمرية من نجد}, إمراه تعدت كل العصور بعقلها , دراستي فن التجميل والطب البديل .. أهوي كتابه الشعر والخواطر, والقصص القصيره والرويات , أكتب في الصحافه الحرة بشتي المجالات , أكتب مقالات عديدة متنوعه , أحترم النقد البناء والحوار الصادق , هدفي في الحياة.. أن أرضي الله ورسوله ثم قرائي ألاعزاء..و أن ينفع كل ما أكتب كل من يقرء لي.. إن قصرت فمن نفسي ومن الشيطان ,وإن أصبت فمن الله وحده..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى